اخر الاخبار

Post Top Ad

LightBlog

الأحد، 29 ديسمبر 2019

هل تكسر الاوضاع الاقتصادية السيئة شوكة الثورة السودانية المجيدة !!


هل تكسر الاوضاع الاقتصادية السيئة شوكة الثورة السودانية المجيدة !!


"لو أمكن لعامة الشعب أن يدركوا مدى قوتهم لما كانت هناك حاجة للخنوع كلّ هذا الوقت، فكلّ ما يحتاج إليه الأمر أن ينتفضوا مثلما ينتفض الحصان لإزاحة الذباب بعيداً، ولو شاؤوا لمزقوا وأحالوا الحزب إلى هشيم تذروه الرياح بين عشية وضحاها، ولا بُدّ أن يخطر هذا لهم، إن عاجلاً أو آجلا

بداية وجود الاخوان في السلطة

كانت الأحوال في الخرطوم هادئة نسبياً في ذلك الصباح من 30 حزيران (يونيو) 1989، إنّها عطلة نهاية الأسبوع، وربما سهر كثيرون ليلة الخميس، وغطّوا في نوم عميق يحلمون بكلّ ما يخطر ولا يخطر على بال، عدا ما حدث؛ أن ينهضوا من نومهم على إيقاعات المارشات العسكرية تهزّ شاشات التلفزة وأثير إذاعة أم درمان، معلنة انقلاباً عسكرياً على النظام الديمقراطي، أطاح حكومة الصادق المهدي، رئيس الوزراء حينه ، ظلّ السودانيون، منذ ذلك الحين وإلى اللحظة العظيمة الفاصلة التي أجبروا فيها اللجنة الأمنية العليا، التابعة للرئيس عمر البشير، على إطاحته وعزله في 11 نيسان (أبريل) 2019، يرزحون ولثلاثين عاماً متواصلة تحت وصايا حكم الإخوان الاستبدادي الذي فعل كلّ شيء بالبلاد، فأشعل فيها الحروب من أقصاها إلى أدناها، وقسّمها إلى شمال وجنوب، ونشر فيها الفساد والقهر والاضطهاد بشكل لم يعرفه السودانيون منذ إعلانهم استقلال دولتهم عن الاستعمار البريطاني 1956.

انتفاضة شعب كامل بكل طوائفها


لم يكن مثل العام 2019 عاماً آخر في تاريخ السودانيين، لقد كان عام الثورة والتحرر، بعد أن ظل الحصان صافناً لسنواتٍ طويلة قبل أن ينتفض وينطلق بقوة "لإزاحة الذباب بعيداً"، فمنذ أيلول (سبتمبر) 2018، وحتى 11 نيسان (أبريل) وما بعده، وبشكل متواصل وبعزيمة لا تُقهر وقوة لا تُضارَعْ؛ أحال الشعب المنتفض ضد استبداد الإخوان المسلمين نظام حكمهم إلى هشيم؛ ووضعه، خلفه كماضٍ سيئ الصيت والذكر والحبكة والإخراج ، أنجز السودانيون ثورتهم، وأطاحوا النظام الإخواني الاستبدادي، وجرت مياه كثيرة تحت الجسر، إلى أن تمكنوا من تشكيل حكومة انتقالية عبر تسوية سياسية بين العسكر والمدنيين، وهكذا مرّ عام 2019 على الخرطوم فكان عاماً للنصر والفرح والحزن على الشهداء، والأمل ببناء "وطن خيِّر ديمقراطي" كما في الأغنية الوطنية الذائعة

الاقتصاد كلمة السر

يصف المصرفي والخبير الاقتصادي السوداني، محمد المأمون، التحديات التي تنتظر السودان خلال المرحلة الانتقالية، وعام 2020 على وجه الخصوص، بالجمّة والخطيرة، وما لم تتم معالجتها على وجه السرعة فقد ينهار كلّ شيء، ليس الحكم المدني فقط، وإنما البلاد برمتها، وهذا سيكون أمراً مروعاً فالسودان ظهير مصر وخاصرة السعودية ورأس أثيوبيا، ويجب على هذه الدول، على وجه التحديد، ألّا تتركه يواجه مصيره وحيداً، بأن تدعمه بشكل إيجابي دونما تدخّل سافر في شؤونه، وذلك من أجل مصالحها الإستراتيجية وأمنها القومي، إن لم يكن من أجل عيون السودانيين ، ويشدّد المأمون على أنّ الأزمة الاقتصادية الطاحنة وحالة الإفلاس والتدهور العام في كافة مناحي الحياة تمثّل الخطر الأكبر على السودان في الفترة المقبلة، فإذا ما استقرت الأوضاع المعيشية والاقتصادية جاء السلام يجرّ أذياله، وسكتت أصوات الفتنة وتماسكت البلاد وقويت شوكة التحالف الحكومي الانتقالي الهشّ

ويشهد السودان، بحسب المأمون، ارتفاعاً مُطرداً للدولار مقابل الجنيه السوداني، ولم تستطع الحكومة السابقة ولا الحالية لجمه وإيقافه  فالإنتاج والتصدير متوقفان منذ ما يربو عن عشرة أعوام، الأمر الذي أضعف من الاحتياطي النقدي بالبنك المركزي، خاصة بعد استقلال الجنوب، عام 2011، مما ترتّب عليه فقدان عائدات النفط المصدر الوحيد للعملات الصعبة بعد تدهور الإنتاج الزراعي، وتوقف الصناعات التحويلية واعتبار السياحة "رجس من عمل الشيطان"، على حدّ تعبيره، في فكر الحكّام السابقين من الإسلاميين، بالتالي؛ فإنّ البنك المركزي السوداني فقد السيطرة والتحكم في سعر الصرف وانهزم هزيمة ساحقة أمام السوق السوداء

تفاؤلٌ حذِر

من جهته، بدا الاقتصادي عبد القادر جبر الدار أكثر تفاؤلاً، لكنّه حذّر الحكومة من رفع الدعم عن السلع الأساسية، ما لم تتوصل أولاً إلى اتفاق سلام مع حركات الكفاح المسلح، وتُطبق ثانياً برنامج الدعم النقدي للشرائح الفقيرة الذي وعدت به المواطنين، وإلا ستفتح على نفسها أبواب الجحيم، فالشعب يعيش حالة غير مسبوقة من الضنك والفقر، وأكثر من 90% من المواطنين عاجزون حرفياً عن تلبية احتياجاتهم اليومية ، ووصف جبر الدار، عام 2020 بـ "عام الاقتصاد المفصلي في تاريخ السودان"، فكلّ أزمات البلاد من حروب أهلية ومجاعات وانقلابات عسكرّية ونزوح وهبات شعبية تبدأ بالاقتصاد وتنتهي إليه، واستطرد: "تضمّ الحكومة الانتقالية طاقماً اقتصادياً مُحترفاً بدءاً من رئيس وزرائها ووزير ماليتها، لذلك فهي مؤهلة لتجاوز هذه الظروف الدقيقة والاستثنائية التي تمرّ بها البلاد إذا ما امتلكت الإرادة السياسية اللازمة والضرورية لذلك، علماً بأنّ لديها دعماً شعبياً جارفاً

وأخيراً ..!


الجميع ينتظر ، الجميع يترقب ، الشعب بجميع طوائفه لا يشغل باله حالياً سوي الخروج من تلك الازمة الاقتصادية والمرور بسلام بفضل الحكومة الثورية الحالية إلي الاستقرار الاقتصادي والسياسي المنشود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Your Ad Spot