اخر الاخبار

Post Top Ad

LightBlog

الجمعة، 5 يوليو 2019

وصايا البنا تحرق الإخوان




مرّ تاريخ الإخوان المسلمين بمحطات كثيرة، صعوداً وهبوطاً، وفي كلّ الأحوال؛ يحرص الإخوان على بقاء رمزية حسن البنا المقدسة بعيداً عن المراجعات، لإدراكهم أنّ البنا ليس مجرد مؤسس للجماعة وصانعها؛ بل هو الركيزة الأساسية لإعادة تدوير الجماعة مرة أخرى.
يؤمن الإخوان بقدرة البنا على استشراف المستقبل، وبأنّه وضع لهم علامات ومشاعل يسترشدون بها في مسيرتهم، ويؤمنون أيضاً بأنّ هذه العلامات، إذا اتبعوها ضمنوا السلامة، مع العلم أنّهم، في كلّ مرة يتبعون علامات البنا، يعودون من حيث بدأوا.
هذه العلامات دوّنها البنا في رسالته المعنونة "بين الأمس واليوم"، التي صدرت مطلع العام 1943، وتضمّنت هذه الرسالة مقطعاً يجسّد رؤية البنا، ومن ثم رؤية الإخوان، للآخر، يقول فيه البنا في هذا النصّ وضع البنا علامات وإشارات، ربما يجيب تفكيكها على سؤال: لماذا يتعالى الإخوان على الشعب؟ ولماذا يتهمون الجميع بعدم الفهم؟
العلامة الأولى: ماذا يحدث إذا علم الناس حقيقة دعوة الإخوان؟
يمكن ملاحظة المغالطة التي يتبعها البنا مع أتباعه، فهو يقول لهم إنّ جماعتهم ما تزال مجهولة، والمفترض أنّ هذا الجهل يسبّب العداء، فالإنسان غالباً عدوّ ما يجهل، لكنّه يعكس الوضع ويقول لهم: "ويوم يعرفونها ويدركون مراميها"، ماذا سيحدث؟، خصومة شديدة وعداوة قاسية؟! ولم يخبرهم البنا بسبب هذه الخصومة ولا تلك العداوة، وهل من الطبيعي أن يعادي الناس الدعوات الصالحة، أم الدعوات الخبيثة؟

العلامة الثانية: جهل الشعب بالإسلام:

ثم يستكمل البنا علاماته: "وسيقف جهل الشعب بحقيقة الإسلام عقبة في طريقكم"، يصف البنا الشعب هنا بالجهل، لكنّه يستدرك بجملة "بحقيقة الإسلام"، لتكون منفذاً إذا ما طلب منهم تفسير حقيقة الإسلام، في الواقع هذه الجملة هي بداية التكوين العقلي للفرد الإخواني؛ إذ إنّها ترسّخ في وجدانه أنّ الناس، كلّ الناس، لا يفهمون حقيقة الإسلام كما يفهمها الإخواني، وهذا ليس عيب الإخوان، لكنّه عيب الناس، وربما هذا يعطينا تفسيراً لاستعلاء الفرد الإخواني على الآخرين.
العلامة الثالثة: عداء المتدينين
"وأهل التدين هم الأفراد الذين لا ينتمون لا لجمعيات أو لجماعات، بسطاء حريصون على رضى الله والتمسك بما هو معلوم من الدين، سواء في العبادات أو المعاملات"، لك أن تتخيل أنّ البنا عدّهم أول عقبة في طريق الإخوان المسلمين، وأنهم أول من سيعادي الإخوان؟! هل من الطبيعي أن يعادي أهل التدين الإسلامي  دعوة إسلامية؟ وأيضاً: لم يقدم لنا سبباً لعداء أهل التدين للإخوان، يبدو أنّ البنا كان يخشى من أهل التدين، فعمل على وضعهم على قائمة من يعادي الدعوة الإخوانية، كحركة استباقية يصوغ بعدها العقل الإخواني، بعيداً عن أهل التدين الطبيعيين.

 
سيد قطب أحد زعماء تنظيم الإخوان وله نفس فلسفة البنا وحصد شهرة عليا فيهم

العلامة الرابعة: عداء العلماء ورجال الدين

بعد أهل التدين يأتي العلماء الرسميون؛ العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، الذين يحملون مشعل الفهم والحكمة، وضّح البنا أنّهم سيستغربون فهم الإخوان للإسلام، هنا يوهم حسن البنا أفراده بأنّ هذا الاستغراب من الجهل رغم أنّهم علماء! وكالعادة؛ لم يوضح لنا حسن البنا سبب هذا الاستغراب، أو سبب هذه العداوة، إلّا عدم الفهم وجهل العلماء! هذا ما قرّره حسن البنا، وهذا ما ترسّخ في وجدان الإخوان المسلمين، وربما هذا ما يفسر العداء الشديد للعلماء الرسميين من قبل الإخوان.
العلامة الخامسة: حقد الرؤساء والزعماء وذوو الجاه والسلطان
هنا ينقل البنا أتباعه إلى المواجهة مع الحكومات، وبزعم أنهم يحقدون عليهم، وأيضاً لم يذكر سبب الحقد، مع العلم بأنّ الإخوان، في وقت كتابة هذه الرسالة، كانوا في خدمة حزب السعديين، وكانوا ينالون رعاية خاصة، حتى أنّ أحمد باشا ماهر، سمح لهم بتكوين جيش من الجوالة بزيّ عسكري، رغم معارضة هذا حتي في قانون الكشافة ،البنا  توقع الصدام مع الحكومات، فأراد تجهيز وجدان الإخوان لذاك الصدام، بجعله ليس صراعاً سياسياً، ولكن منبته الحقد والكراهية، ولعلّ استكمال تفاصيل عداء الحكومات يكشف مكنون البنا؛ إذ يستكمل بقوله:
"وستقف في وجوهكم كلّ الحكومات، ".

لم يتوقف أحد أمام كلّ هذه الأصناف التي ستعادي الإخوان فور معرفتهم بحقيقة أهداف الدعوة، لم ينتبهوا إلى أنّه لم يذكر أيّة فئة ستقف مع الإخوان! يبدو لي أنّه أراد أن يغرس في وجدانهم عدم الثقة بأحد غيرهم.
ثم يخدعهم "حسن البنا" مرة أخرى، ويحوّل موجات النقد التي يقدمها لهم العلماء وأصحاب التدين والحكومات، ليصحّحوا الطريق، إلى عبارات سلبية تجعل الانتقادات والنصائح والمراجعات ليست إلا مجرّد غبار الشبهات وظلم الاتهامات.

العلامة السادسة: غبار الشبهات

يقول حسن البنا: "وسيثير الجميع حول دعوتكم غبار الشبهات وظلم الاتهامات
وبالرغم من تعرضهم لأ:ثر من جريمة قتل في كل البلاد التي يكون فيها إخوان
إلا أنهم يرون انهم مظلومين ومستضعفين فكيف نفس الصورة في كل بلد
لما تكره الشعوب بمختلف أشكالها وألوانها تنظيم الإخوان بكل طوائفة ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Your Ad Spot