اخر الاخبار

Post Top Ad

LightBlog

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2019

كيف شوهت وزيفت جماعة الإخوان المسلمين المعاني الدينية بالسودان وأخفت جرائمها تحت ستار الدين


كيف شوهت  جماعة الإخوان المسلمين المعاني الدينية بالسودان وأخفت جرائمها تحت ستار الدين


أعادت أحداث العنف التي شهدها العالم والتي ارتبطت باسم التنظيمات "الجهادية" الظاهرة "الإسلاموية" إلى صدارة الاهتمام من جديد. واستأثرت دراسة الحركات الإسلامية بنصيب وافر من النتاج الفكري في العقود الثلاثة الأخيرة، سواء عبر المبادرات البحثية الفردية، أو من خلال المؤسسات الإعلامية ومراكز الأبحاث العربية والدولية شكّلت جاذبية الإسلام السياسي متمثل في جماعة الإخوان المسلمينعلى المعنى الذي تمنحه لأعضائها ومؤيديها؛ ففي هذا الشعور بالتميز والاستعلاء تجمعت الجماهير الشعور أنّها الأفضل وأنّها الإسلام الصحيح ..

منعت جماعة الإخوان المسلمين الدين أن يعمل في مجاله الأصلي، وهو معرفة الله تعالى، والارتقاء بالذات والمفاهيم الدينيه كالرحمة والعدل والجمال والمحبة، ثم دفعت به إلى السياسة والاقتصاد وغيرها يكوّن النظام الثقافي رموزاً عامة يملكها للمتدينين على اختلاف مستويات تدينهم، والمسافة التي يتخذونها من الدين، ولا يملك أحد سلطة واضحة على هذه الرموز والأفكار والمفاهيم حتى المؤسسة الدينية والسياسية، لا تملك سلطة مادية أو قانونية عليها، فلم يحدث مثل ذلك في تاريخ الأمم إلا مرات قليلة؛ كانت كارثة على المجتمعات والدول، وأدّت إلى حروب وصراعات طاحنة وكراهية تذيب الصخر، كما حدث عندما حاول الخليفة العباسي المأمون أن يفرض العقلانية على الناس لفهم الدين، ورغم تقدمية فكرته وهدفه؛ فقد حدثت فتنة عظيمة لم تتوقف مفاعيلها حتى اليوم، وفي المقابل؛ فإنّ النقلية المعارضة للعقلانية فرضت على الناس تطبيقات وأحكاماً أشدّ فتنة لكنّ المؤسسة الدينية الرسميه بالسودان  اقتصر دورها القانوني على تنظيم الشؤون الدينية الواضحة والأساسية؛ كالصلاة، والمواقيت، والحجّ، أو تطبيق القوانين والأحكام المحدَّدة بالنص الديني؛ كالأحوال الشخصية، والمواريث، والأسرة، وتركت الفضاء الديني العام للجماعات والأفراد تستلهمه بلا سلطان عليها، ذلك أنّ امتداد السلطة إلى أرواح الناس وضمائرهم ينشئ أفظع أنواع القهر، أو اندفاعاً خطيراً ومدمّراً مشحوناً بالمعنى الديني الفائض لقضايا واتجاهات ،  لكنّ جماعة الإخوان المسلمين مضت بأتباعها ومؤيديها القابلين والمتحمسين لفكرة التنظيم العملي ، لتكون جماعات؛ بل ومجتمعات متماسكة، تحوّل المفاهيم والأفكار العامة إلى أنظمة تفصيلية محددة ومتماسكة وواضحة؛ الحكم الإسلامي، والاقتصاد الإسلامي، واللباس الإسلامي، والإعلام الإسلامي، والفنّ الإسلامي، والشخصية الإسلامية، ...إلخ. لقد حوّلت الرموز المفتوحة اللانهائية (الإقتصاد – الإعلام – الفن – الخ ) إلى أنظمة وأدلّة إرشادية

ثم وبعد قيام الإخوان المسلمين بتطبيق ماهو مذكور بعد توغلهم في النظام الإجتماعي للسودان وتحوليه إلي ملجأ كبير أو بالإحري تنظيم متطرف واسع معزول عن باقي دول العالم ظرت نوايها الخبيثة للعالم أجمع والودانين علي الإخص ما حدث بالسودان علي مــر ثلاثة عقود كاملة حكم فيها الإخوان السودان وسعوا فيها فساداً كما يحلو لهم ووصل الحال إلي العام الماضي وقد أنتشر الفوضي والجهل والفقر والمرض والجوع والضيق المالي والنفسي وإهدار حقوق الإنسان والتضخم والإستيلاء علي أموال الدولة والمُمتلكات الخاصة والمُخدرات والرشاوي وما إلي غير ذلك كله تحت ستار حكم إسلامي  جماعة الإخوان تبرع في دفع الأحداث باتجاه يخدم مصالحها، بعد فترة حكم دموية تبنت الحكومة الانقلابية برنامجا دينيا رساليا يتخطى حدود السودان ويهدف لإحياء الخلافة الإسلامية. وشرعت في تحويل الحرب الأهلية في جنوب السودان لحرب دينية يخوضها النظام تحت مسمى الجهاد الهادف لتثبيت أركان دولة الشريعة الإسلامية، هذا فضلا عن فتح أراضي السودان لقيادات الحركات المتشددة من كل أنحاء العالم بمن فيهم أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وغيرهما. وصنع النظام الانقلابي دولة حربية استخبارية من الطراز الأول، أهدرت في ظلها جميع حقوق الإنسان وسلبت الحريات وأشعلت الحروب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وهي الحروب التي راح ضحيتها مئات الآلاف من البشر وفر الملايين لمخيمات النزوح واللجوء في دول الجوار وشهد السودانيون كيف صار الفساد ونهب مال الدولة فعلا عاديا في ظل الحكم الرسالي، إلى جانب الانتشار الواسع للمخدرات وغسيل الأموال وعصابات النهب، فضلا عن الارتفاع غير المسبوق لمعدل الإصابة بمرض الإيدز والاعتداءات الجنسية ..

تساؤل .. !

فهل كان كل الفساد والأضمحلال المذكور من قبل قيادات جماعة الإخوان المسلمين بالسودان بـه أي شئ يمت أي صلو بالقواعد الفكرية والتنظيمية للحكم في المنهج الإسلامي أم أنهم اتخذوا الدين مجرد ستار لكي يتغولوا بالمجتمعات المتدينه بالفطرة تحت ستار مفهوم "أولياء الدين " من أجــل تحقيق مطامعهم الدنيئة والمتطرفة بالسودان ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Your Ad Spot