مليشيات الإخوان المسلمين الطلابية تعاود الشغب بالجامعات السودانية , "الزعيم الازهري" من بداية الشغب بالجامعات إلي نهاية مأساوية
الأحداث التي بدأت في جامعة الأزهري مؤشر شديد الخطورة، لأن ظروفه
وميقاته وطبيعته تختلف عن أية ظروف سابقة، فأجهزة الدولة والحكومة في مرحلة انتقال
وإعادة ترتيب خاصة الشرطة وقوى الأمن المنوط بها الأمن الداخلي وضبط التفلّتات في
المجتمع وحول الجامعات، ومنع الجريمة وحسم أي مظاهر للعنف يتم الإعداد لها خارج
الجامعات أو داخلها ثم نقلها إلى داخل
مؤسسات التعليم العالي انفتح البابُ على مِصراعيْه للعنف في الجامعات مع بداية
استئناف الدراسة بعد توقّف استمر عدة أشهر، وأطلّت ظواهر جديدة ستزيد النار
اشتعالاً ، ستكون هناك بالطبع ردات أفعال في مقابل ما تقوم به هذه المجموعات الذي
سيُدخِل البلاد إلى نفق مظلم إذا لم يتم تدارُك هذه التجاوزات والظواهر الخطيرة
التي ستنتقل إلى مستويات أخرى وسيتضرّر منها الوطن أولاً وأعداد من الطلاب والشباب
لا قدّر الله ..
فقد أثار طلاب منتمون لتنظيم الإخوان، العنف في جامعة “الزعيم
الأزهري” بالعاصمة الخرطوم، في أول الدراسة
الجامعية في السودان والتي توقفت نحو ثمانية أشهر بسبب الاحتجاجات
الشعبية. فـقــد شهدت جامعة الزعيم الأزهري بالخرطوم بحري مواجهات دامية بين طلاب
الاتجاه الإسلامي وعلي الأخص الإخوان المسلمين والمجموعات المؤيدة لقوى “الحرية
والتغيير” أدت لسقوط جرحى وتبادل الطرفان الاتهامات ببدء الهجوم
والاستعانة بعناصر من خارج الجامعة للمشاركة في الصراع.ويخشى مراقبون من أن تكون هذه الحادثة
نواة لمواجهات شبيهة في الجامعات السودانية التي ستفتح
أبوابها تباعا خلال الأيام المقبلة للمرة الأولى منذ الاطاحة بنظام الرئيس عمر
البشير. وأفادت مصادرأن منتسبي التيار الإسلامي سعوا
لتنظيم مخاطبة وسط الطلاب لكنهم قوبلوا باعتراض عدد كبير من مناصري بقية التنظيمات
وهتفوا أمامهم مرددين شعارات تطالبهم بالخروج
من الجامعة.وأشارت الى أن مجموعة الإسلاميين غادرت المكان قبل أن تعودمن برفقة عدد آخر اقتحموا جميعا حرم
الجامعة ووقعت الاشتبكات العنيفة التي أدت لسقوط جرحى من الطرفين لكن مصابين طلاب التحالف السياسي كان الأكبر.وقال متحدث باسم لجنة العمل الميداني في تحالف الحرية والتغييرإن لجنة المقاومة بالخرطوم بحري أخطرت الشرطة منذ ساعات عزم
مجموعات مسلحة تتبع للنظام المعزول تنفيذ هجوم على الطلاب بجامعة الأزهري لكن
الشرطة لم تتعامل مع الامر بجدية أفاد شريف عثمان في مؤتمر صحفي بدار الحزب
الشيوعي الأحد أن مليشيات موالية لحزب المؤتمرالوطني هاجمت الطلاب بأسلحة بيضاء “سيخ وسواطير”
ما أدى لإصابة 27 طالبا على نحو متفاوت.
كما أشار الى ان المجموعة التي هاجمت
الطلاب استخدمت كذلك عبوات من الغاز المسيل للدموع بما
يستوجب التحقيق حول مصدرها في الحصول عليه.وطالب عثمان وزير الداخلية بمحاسبة
المتورطين في التباطؤ وعدم التعامل مع الأحداث
بجدية منعا لتكرار الحادثة.وفي المقابل أوضح تنظيم الطلاب الإسلاميين الوطنيين في
بيان إن كوادره في جامعة الازهري تعرضت لـ
“اعتداءات” و ممارسات اقصائية قادتها عناصر من الجامعات الأخرى ولجان المقاومة
بأحياء بحري ضد كوادر الحركة الإسلامية. وقال “إنه يحتفظ بحق الرد كاملا غير
منقوص”، كما حمل قوى التغيير بأجسامها
المختلفة المسؤولية حيال أحداث العنف وحثهم على تطبيق شعار “حرية، سلام، عدالة
بدوره أعلن تحالف القوى السياسية بجامعة
الزعيم الأزهري حظر نشاط المنتسبين الى المؤتمر الوطني حظرا بلا عودة ووصفهم في بيان بأنهم “قاتلي
الأبرياء ومنتهكي حقوق الطلاب”
بالطبع سيُولّد هذا العنف عنفاً مضاداً، وهذا بطبيعة ومنطق الأشياء،
ولن يكون هناك ناجٍ من هذا العنف، وقد يقود إلى أشكال أخرى تنزلق بها البلاد إلى
الفوضى العارمة، ويختلط الحابل بالنابل، ويسْتَعصِي حينئذٍ الحل .. الجماعات
الأسلاميه السياسية أن تضبط مُتفلِّتِيها
وتُلجِم مُؤيِّدِيها، لأن الأطراف الأخرى إذا أطلقت أيادي عضوّيتها وحدَث
الاستقطابُ الحاد، ستكون الخسارة أكبر وسيرتد السهم والكيد إلى نحر من بدأ
بالاعتداء ودعا إليه، وهذه مرحلة لن يتمنّاها أحد، ولا يرغب عاقلٌ أن تحدُث، لأنها
إذا وقعت ستكون الواقِعة والكارِثة التي لا فكاك منها بسهولة.. إن من يُشعلون النار من غُلاة المتشدّدين سيحصدون الثمرة المُرّة ،
فليس هناك من شكٍّ على الإطلاق، أن من اعتدى على الطلاب كان يقصد تفجير الأوضاع في
الجامعة وإرهاب خصومه ومحاولة القضاء على أي نشاط لهم وتخويفهم، فإذا كان
المُعتدَى عليهم لم ولن يسكتوا على ذلك، فإن المواجهات والصدام سيستمر مستقطِباً
آخرين ليكونوا وقوداً للصراع السياسي والعُنف داخل الجامعات، ولن تكون جامعة
الأزهري الوحيدة ولا الأخيرة
و أخيراً .. !
ما نخشاه أن تفلت الأمور من الأيدي، ويعجز الجميع عن إيقاف هذا النوع
الخطير من العنف الإقصائي وما يقابله من رد من الجهة الأخرى وفي الطرف الآخر،
ستتحول الأحداث إلى ما هو أخطر، وربما تنتقل إلى ميادين أخرى، وتتسع دائرة
المواجهات وترتفع ألسنة اللهب، وواضح أن التحريض والتأليب السياسي سيقود إلى أوخم
العواقب، وأسوأ النتائج، والخاسر الأوحد هو الوطن ..





ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق