اخر الاخبار

Post Top Ad

LightBlog

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019

" سرقة التاريخ السوداني " جريمة بشعة لن يغفرها الزمن .. !


" سرقة التاريخ السوداني " جريمة بشعة  لن يغفرها الزمن .. !

لم يكتفِ المخلوع ونظامه البائد بتدميرالبلاد ونهب ثرواتها وتوزيع الشهادات والألقاب الجامعية وفوق الجامعية المزورة لحاشيته،والتسول في بلاط السلاطين وتمريغ سمعة السودان في التراب، بل امتدت يده الآثمة لتعبث بتاريخ السودان وكنوزه الأثرية التي لا تقدر بثمن، ما اكتُشف منها وما لم يكتشف، وبيعها بأبخس الأثمان لدولة قطر تحت غطاء ما يعرف بالمشروع القطري لتنمية الآثار السودانية وبقية المسرحية الخبيثة والزيارات المتعددة لأميرات الاسرة الـحـاكـمة الـقـطـرية للمناطق الأثرية في السودان ونشرالصورالجذابة لخداع الرأي العام السوداني بالاهتمام القطري بآثاروكنوز السودان الأثرية والغرض الحقيقي هو تجريد السودان من تاريخه القديم وحضارته ونقلها الى قطر الى الأبد !

كتب الكاتب " زهير السراج "  قبل بضعة اعوام مقالا عن (المشروع القطري لتنمية الاثار في السودان) الذى لم يسمع به آنذاك إلا قلة قليلة جدا، متسائلا عن حقيقة المشروع واهدافه الحقيقية، مما ادى لإيقافه عن الكتابة بواسطة جهاز الأمن اكثر من عامين، فأيقن أن الهدف هو سرقة آثار السودان ونقلها الى قطر تحت غطاء المشروع، وهو ما ظل يحدث بالفعل طيلة السنوات الماضية التي شهدت سرقة ممنهجة ومنظمة للأثار والحضارة السودانية ونقلها الى عدد من الدول، وعلى رأسها قطر بدعوى إجراء دارسات عليها، بينما الهدف الحقيقي هو عرضها بشكل دائم في المتحف القطري الوطني الذى بنى قبل بضعة سنوات ويجرى اعداده وملؤه بالآثار المستجلبة من عدة دول من بينها السودان استعدادا لنهائيات كاس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022 !


عبَّرآنذاك عن عدم ارتياح ورفـض شـعـبي قوي  للاهتمام الحكومي المفاجئ بالآثار ومخاوف  مما يسمى بـ (المشروع القطري لتنمية الآثار)، وقال ( أظن وليس كل الظن إثم ــ ان وراءهما سر كبير ستكشف عنه الأيام عاجلا ام آجلا(، مضيفا أن المشروع غالبا ما يكون له جانب تجارى يتضمن بيع آثار السودان لقطر خاصة مع إنشاء المتحف القطري الجديد الذى يضم قسما ضخما لآثار وادى النيل ، ورفض الحكومة المصرية في عهد الرئيس السابق (محمد مرسى) للعرض القطري الضخم الذى يبلغ 8 مليار دولار لتطوير الاثار المصرية بعد افتضاح هدفه الرئيسي!


بعد الرفض المصري اتجهت قطر نحو السودان، ورمت للنظام الفاسد مبلغ (135) مليون دولار فقط بالإضافة الى الرشاوى مقابل سرقة اثارنا المكتشفة وغير المكتشفة وأحضرت 41 بعثة أثرية تنقب في اكثر من 1500 موقع، وتسرق ما تكتشفه وتنقله مباشرة بالطائرات من مواقع الحفر الى قطر بمزاعم إجراء دراسات عليه، بالإضافة الى سرقة ما تكتشفه ولا تعلن عنه لاحد فضلا عن تجريدالمتاحف السودانية من الآثار الموجودة فيها تحت مسمى المشروع القطري وسمع وبصر وموافقة ومباركة النظام البائد والمسؤولين الذين تجردوا من المسؤولية الاخلاقية والوطنية تجاه وطنهم وشعبهم!


أدخلوا كل متاحف الآثار في السودان على رأسها المتحف القومي ستكتشفون انها خالية ينعق فيها البوم ليس فيها من آثار سوى ما عجز اللصوص عن سرقته أو استرخصوه بل إن المتحف القومي وما تبقى فيه من آثار يتعرضان الآن للانهيار بفعل الاهمال والأمطار وتأجير صالاته وميادينه لإقامة الاحتفالات والمناسبات الخاصة، بعد ان صار مثل أي صالة معروضا للإيجار لمن يدفع !
وللأسف لا تزال بعثات التنقيب القطرية تمارس التنقيب والنهب حتى هذه اللحظة ولقد اكتشفت بعثة فرنسية تابعة لدولة قطر قبل يومين بعض الآثار التاريخية في جزيرة (صاى) شمال السودان، تعود الى ألفى عام الى الوراء، ويجرى الاعداد الآن لنقلها الى قطر بشكل نهائي تحت نفس المزاعم القديمة بإجراء دراسات عليها وإعادتها و لكننا لن نراها مرة أخرى !


قبل اكثر من شهر رفع تجمع المهنيين بالهيئة العامة للآثار والمتاحف مذكرة بكل ما يحدث من تدمير وفساد ونهب في مجال الآثار الى مجلس الوزراء الذى قام بتحويلها بخطاب رسمي الى وزير الاعلام والثقافة في نفس اليوم

وأخيراً .. !

بينما تاريخنا يُسرق وآثارنا تباع، ومتحفنا القومي آيل للسقوط تحت أبصارنا ونحن نتفرج!

هـل يظل الوضع كما هو عليه أم اننا سنري بالقريب العاجل تحرك حكومي للمطالبة بكل الأثار السودانية الموجودة بالخارج أو علي الأقل وقف لتلك المهزله التي تخدث علي مرأي ومسمع من الجميع دون تحرك لوقفها ؟

لن يسامحنا التاريخ أبداً ان أدرنا وجهنا للخلف وأنكرنا تلك الجريمة البشعة التي تحدث في حـق التاريخ السوداني المجيد .. !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Your Ad Spot