اخر الاخبار

Post Top Ad

LightBlog

الأربعاء، 26 يونيو 2019

لماذا تتردد الولايات المتحدة الأمريكية في ضرب الأسطول البحري الإيراني


 لماذا تتردد الولايات المتحدة الأمريكية في ضرب الأسطول البحري الإيراني



عادت واشنطن للتلويحِ بالخيار العسكري حيال الأزمة مع إيران، ضمن تأكيدها على كونها تدرس مجموعةً من الخيارات بما في ذلك العسكرية، بحسب ما قاله وزير الخارجية مايك بومبيو لكنه استدرك أنّ "الرئيس دونالد ترامب لا يريد الذهابَ إلى الحرب".

بومبيو: الولايات المتحدة تدرس مجموعة كاملة من الخيارات فيما يتعلق بالتوترات المتصاعدة مع إيران، بما فيها العسكرية


وعن تلك "المجموعة الكاملة من الخيارات"، كشف بومبيو في حديثٍ مع شبكة "سي بي أس" التلفزيونية  أنّ طاقمَ العلاقات الخارجية والأمن القومي أوجزَ الرئيسَ بشأن الخياراتِ المطروحة "لقد أطلعنا الرئيسَ عدة مرات، وسنواصل إبقاءه على اطلاعٍ دائم. نحن واثقون من أننا يمكن أن نتخذ مجموعة من الإجراءات التي يمكن أن تعيد الردع وهو ما يشكل مهمتنا".

وفيما ألقت الولايات المتحدة باللومِ على إيران في الهجوم على ناقلات النفط في خليج عمان، وبثت لقطات فيديو تقول إنّها تظهرُ زورقَ دوريةٍ إيرانياً يزيل لغماً غير منفجر من أحد هياكل السفن، أكدت أنّ "مجتمع الاستخبارات لديه الكثير من البيانات والكثير من الأدلّة. على الشعب الأمريكي أن يطمئن إلى أنّه لدينا ثقةٌ كبيرة فيما يتعلق بمن قام بهذه الهجمات، بالإضافة إلى نصف دزينة من الهجمات الأخرى في جميع أنحاء العالم على مدار الأربعين يوماً الماضية"، بحسب الوزير بومبيو الذي أكّد "لا لبس في أنّ إيران نفّذت الهجمات".


ما يدعو ترامب للتردد بشأن القوة العسكرية؟



صحيح أنّ الرئيسَ ترامب مقتنعٌ حتى الآن بجدوى العقوبات الاقتصادية المشددة على إيران، وصولاً إلى "تركيعها" وهو ما جعل أركان النظامِ الإيراني يصفونها بـ "أعمال الإرهاب الاقتصادي"، على حد وصف رئيسِ البرلمان علي لاريجاني، وصحيحُ أيضاً أنّ بحوزته "تفويضاً قانونياً لضرب إيران"، كما قال بومبيو مشدداً على أنّ "الإدارةَ وبشكل دائم لديها تفويض للدفاع عن المصالح الأمريكية"، غير أنّه على ما يبدو متردد في استخدام ذلك "التفويض القانوني"، على الرغم من كون إيران تقترب أكثر من اللهب.
وفي هذا السياق أفادت وزارةُ الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ولمرتين على الأقل الشهر الجاري، بأنّ إيران أو المتمردين الحوثيين المدعومين منها حاولوا إسقاط طائرات أمريكية بدون طيار، إحداها كانت تراقب الحريق الذي نشبَ في الناقلة اليابانية

خيار الخليج عام 1987


على الرغمِ من أنّ الرئيسَ ترامب وأركان إدارته يتجنبون بعض الأسئلة حول إرسال المزيد من القوات الأمريكية أو السفن أو الطائرات الحربية أو الغواصات إلى المنطقة، إلا أنّ بومبيو قال في حديث إلى قناة "فوكس نيوز" إنّ "الولايات المتحدة ستضمن العبور الآمن للنفط عبر مضيق هرمز"، موضحاً "هذا تحد دولي مهم للعالم بأسره. وستحرصُ الولاياتُ المتحدة على اتخاذِ جميع الإجراءات اللازمة، الدبلوماسية وغير ذلك، لتحقيق هذه النتيجة".
وبحسب المسؤولِ السابق بوزارة الخارجية آرون ديفيد ميلر الذي كان يتحدث في "مركز ويلسون" للبحوث في واشنطن فإنّ واشنطن تحاول بناء قضية للحصول على دعم دولي حتى لا تضطر الولايات المتحدة إلى التصرف بمفردها استجابة للتحدي الإيراني. وإذا كانت أمريكا قد ضمنت موقفاً بريطانياً مؤيداً، لكن وزير خارجية ألمانيا قال إنّ "الفيديو (حول الزورق الإيراني قرب السفينة المشتعلة) غيرُ كافٍ لإجراء تقييم نهائي حول مسؤولية إيران عن الهجوم". الحكومة اليابانية غير مقتنعة أيضاً، فوفقاً لتقارير وسائل الإعلام اليابانية، طلبت طوكيو من واشنطن "تقديمَ دليلٍ ملموسٍ لدعم استنتاجها بأنّ إيران مسؤولة عن الهجوم".
ومع قدوم قوات بريطانية إلى منطقة الخليج، يبدو خيار الإجراء الذي قامت به واشنطن ولندن في العام 1987 عبر رفع علميهما على ناقلات النفط التي كانت تستهدف من قبل طهران وبغداد على حد سواء خلال حرب الخليج الأولى 1980-1988، وهو على وشك التفعيل مجدداً، وهو ما يعني فعلياً أنّ أي هجومٍ لاحق على ناقلات النفط يعني هجوماً على الدولتين، ولجم الأذرع الإيرانية المباشرة وغير المباشرة.

مرافقين أمريكان للناقلات التجارية


لا يكتفي السيناتور الجمهوري المؤثر، ليندسي غراهام، بتبريرِ سياسة ترامب التصعيدية حيال إيران؛ إذ يقول في تغريدة له على "تويتر" إنّه "عندما يتعلق الأمر بالهجماتِ الإيرانية على أنابيب النفط وناقلات النفط الأخرى التابعة لعددٍ من الدول؛ فالرئيسُ دونالد ترامب ليس مسؤولاً عنها؛ بل يقع اللومُ على آية الله (خامنئي) وأتباعه"، وإنما يدعو الرئيس لمزيدٍ من الإجراءات المشددة ضد إيران.
وقال غراهام، في حديثٍ إذاعي بث الجمعة الماضي "يجب أن نتأكد من أنّ الإيرانيين لن يفعلوا ذلك (الهجوم على الناقلات) مرة أخرى، وإذا لم نرسل لهم إشارةً واضحةً لا لبس فيها وعمادها إجراءات مؤلمة فسيظلون يفعلون ذلك. إنهم يختبرون الرئيس ترامب".
ويعتقد السيناتور عن ولاية كارولاينا الشمالية أنّ "إرسال مرافقين بحريين للشحن التجاري في مضيق هرمز، وهذا شيءٌ يجب القيامُ به" غيرُ كافٍ بل ثمة الشيء الآخر وهو "إغراق بحريتهم. الآن، علينا وضعهم في حالة من الضغط، لنبدأ بمرافقة السفن، وإذا كان هناك هجومٌ آخر على الملاحة التجارية في مضيق هرمز، فما عليك (أيها الرئيس ترامب) سوى إغراق كل القوارب السريعة (الإيرانية)، ثم إغراق أسطولها البحري".
ويداعبُ غراهام مشاعرَ الرئيس ترامب، وبخاصة امتعاض الأخير من سياسة أوباما الخارجية التي يعتقد الجمهوريون بكونها محابية لطهران "أنا أحب السياسة الخارجية للرئيس ترامب. لقد كان ضد أوباما. ويجب عليه إعادة إيران إلى الصندوق. هذا هو وقت الاختبار. لقد ضربت أربعَ سفن. لقد هاجموا خطوط الأنابيب البرية، لم يشعروا بأي شيء حتى الآن، لذلك إذا كنت الرئيس، فإنّ مهاجمةَ مصفاةٍ لإيران أو إغراق أسطولها وهذه ستكون إشارةً لا لبس فيها".
وحين يستدرك غراهام مكرراً الجملةَ الأثيرةَ لواشنطن حتى اليوم "أنا لا أريد حرباً مع إيران لكنني لا أريد لإيران أن تعطل الملاحة الدولية وحرية البحار، وأن تستمر في اشاعة الخراب، لذلك، لدينا بعض الخيارات ويجب وضعُها على الطاولة".

توتر أقرب إلى الحرب

لكنّ القولَ المأثور بعدم الرغبة الأمريكية في شن الحرب يقرأه جوناثان برودر في مجلة "نيوزويك" على نحو مختلف؛ فهو يرى أنّ "كلاً من ترامب وأركان إدارته والقادة الإيرانيين يصرون على أنهم لا يريدون خوض الحرب. لكن منذ تشديد العقوبات التي فرضها ترامب الشهر الماضي، شهد الشرق الأوسط ارتفاعاً كبيراً في التوترات: علامات على تحركات الجيش الإيراني ضد القوات الأمريكية في المنطقة، حشد سريع للقوات الأمريكية قبالة الساحل الإيراني، اعتداءات المخربين الإيرانيين المشتبه بهم على ناقلات النفط، وهجوم بطائرة بدون طيار على خط أنابيب سعودي من قبل الحوثيين المدعومين من طهران".
في السياق ذاته، يقول آرون ديفيد ميلر، مستشار الشرق الأوسط السابق لستة وزراء خارجية أمريكيين، "في الأسابيع الثلاثة الماضية، رأيت تصعيداً خطيراً أشار إليه كل من الإيرانيين والأمريكيين بأنّ لكل منهما طريقة لردع الآخر"، محذراً من أنّ "خطرَ الصدام المسلح ما يزال قائماً".

 تساؤل ..!


فهل ياتُري سيشهد الشرق الأوسط الايام القادمة حرباً إيرانية أمريكية ؟!
أم تستمر التهديدات الشفهية بين الطرفين مدة أطول من ذلك ؟!
هذا ما سوف نشهده في الايام القادمة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Your Ad Spot