لماذا تخلى إخوان السودان عن البشير؟ ولماذا يسعي التنظيم إلي ارضاء المجتمع السودان بالهدوء والاستسلام ؟
نجحت عواصف التغيير الجارفة بالسودان في اقتلاع جذور شجرة جماعة الإخوان، إذ تؤكد المؤشرات الراهنة خلو الخريطة السياسية الجديدة من أي وجود للتنظيم، الذي شهد أكبر تمدد وازدهار له في ظل حكم الرئيس المعزول عمر البشير. ويواجه التنظيم الدولي للإخوان حالة من الارتباك الشديد منذ سقوط الجماعة في مصر بعد ثورة 30 يونيو/ في 2013، زادت حدتها مؤخرًا إثر عدة عوامل، أبرزها ملاحقة عناصر التنظيم الهاربين في عدد من الدول العربية مثل الكويت والسودان وليبيا وغيرها. والسبب في زيادة حدة الانشقاقات الداخلية وخروج المئات من التنظيم، بعد خلافات حول الإيديولوجية الخاصة بالجماعة متمثلة في العنف بشكل علني ضد المصريين من رجال الأمن والمدنيين، وأخيرا استهداف المرضى في حادث مأسوي وقع بمحيط معهد علاج الأورام بوسط القاهرة مطلع أغسطس الماضي..
تخلي
الإخوان في السودان عن البشير وهو حجم استثماراتهم ومشروعاتهم وشركاتهم في السودان
والتي تأسست على مدار 30 عاما، حيث أصبح لهم، كما يقول فاروق، نشاط هائل في مجالات
عدة في السودان من تجارة السلع الغذائية والأدوية والخدمات الصحية والتعليمية ومحال
تجارية وسلسلة فروع للمواد الغذائية والأجهزة الكمالية، وكل تلك المشروعات تم تأسيسها
بأموال الجماعة وأموال قطر. ويخشى من أن أي تهور لقادة الجماعة قد يغضب منهم قادة المجلس
الانتقالي ويتم إصدار قرار بمصادرة أموالهم وممتلكاتهم لحساب الشعب مثلما حدث في مصر
حتي أنه يقال أن أكبر شركــــة اقتصاديه غذائية بالسودان ترجع ملكيتها إلي القيادي
الجهادي المتطرف أسامة بــن لادن..
د وصلت
تعليمات لقادة الإخوان بالسودان من جانب التنظيم الدولي للجماعة بالتخلي عن البشير
حفاظاً على مصالحهم وأموالهم وممتلكاتهم، وحماية للتنظيم وقادته من الملاحقة، وحتى
لا تسقط الجماعة في السودان مثلما سقطت الجماعة الأم في مصر عقب عزل محمد مرسي".
فقد أعلن الدكتور عوض الله حسن سيد أحمد، المراقب العام للإخوان المسلمين في السودان،
صراحة تخليه التام، وتخلي جماعة الإخوان في السودان، عن نظام الرئيس السابق عمر البشير
وكافة المعاونين له من رموز النظام المخلوع. وقال في رسالة فاجأت السودانيين أنفسهم،
وكانت تحمل عبارات واضحة وصريحة لا تحتمل تأويلا أو لبسا، إن "جبهة الإنقاذ"
التي كانت تحكم السودان خلال عهد البشير "قامت بإفساد الدين والدنيا"، حسب
تعبيره، متعهداً "بإزالة كل ذلك والعمل مع الشركاء لعدم إعادة إنتاج النظام".
للإجابة عن سبب تخلي الإخوان عن البشير، يجب العودة لبدايات إنشاء التنظيم في السودان
روّج
الاخوان المسلمون، ممثلين في حسن الترابي، لعقود طويلة، لما أسموه بـ “أخلاقية الممارسة
السياسية”، وظلوا يقللون من كسب الأحزاب الأخرى في الصدد ذي الإحالات والمرجعيات الفكرية
والقيمية الدينية فقط، بحسب الترابي وتلاميذه. استطاع الإسلاميون، منذ ظهورهم على مسرح السياسة السودانية، وحتى انقلابهم على الديمقراطية،
عام 1989، إيهام عامة الناس بأنهم ذوو أخلاق عظيمة مستمدة من تدينهم وزهدهم في عرض
الدنيا وتوقهم للثواب الأخروي،
الإخوان
السودانيون لا يؤمنون بالديمقراطية وتبنت حكومتهم الانقلابية برنامجاً دينياً رسالياً
يتخطى حدود السودان ويهدف لإحياء الخلافة الإسلامية إلّا أنّ الجماعة رسبت في أول اختبار
حقيقي لها، فأصبح شعارها المفضل “ما لدنيا قد عملنا، نحن للدين فداء”، محض كلمات بلا
قيمة؛ حيث عمّ الفساد، وضرب سائر المؤسسات. ووفق تقارير المراجع العام؛ فإنّ المؤسسات
ذات الطابع الديني كانت الأكثر فساداً، مثل: ديوان الزكاة، وهيئة الحج والعمرة، فيما
مؤسسات أخرى شبيهة لا تتم مراجعة حساباتها، مثل هيئة علماء السودان، وبحسب المؤشرا
العالمية لمدركات الفساد ومؤشرات منظمة الشفافية
الدولية، فإنّ السودان ظلّ على رأس قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم، منذ تسلّم
الإخوان المسلمين السلطة فيه تجربة
الإخوان المسلمين الممتدة منذ ثلاثة عقود في السودان أثبتت بجلاء أن الدين لم يكن إلا
“سفينه” ركبتها الجماعة من أجل الوصول للسلطة، إذ استشرى الفساد في أجهزة الدولة وتدهورت
الأخلاق العامة، بالإضافة إلى أن نمطًا من التدين الشكلي قد ساد بالبلاد، وهو ما نستدل
عليه من اعترافات “الترابي”
نفسه التي جاءت في برنامج “شاهد على العصر”عندما قال إن
الفساد انتشر في مفاصل الدولة “تحت سمعي وبصري.. وعجزي”. لعل
ممارسات جماعة الإخوان خلال الأعوام الماضية التي استفحلت داخل الدولة السودانية، يمكننا
وصفها بالممارسات غير المقبولة. فمن الناحية الأخلاقية كان الفشل أكبر بكثير من النواحي
السياسية والاقتصادية، فمشروع الإخوان المسلمين يطرح موضوع القيم كأساس لجميع شعاراته،
ومع ذلك يشهد السودانيون كيف صار الفساد ونهب مال الدولة فعلاً عاديًا ويوميًا، فضلاً
عن الانتشار الواسع للمخدرات وغسيل الأموال والفساد والنهب، وهي مؤشرات واقعية نستنتج
منها فشل شعارات الإخوان المسلمين نجح
الترابي في الانفصال بتنظيم السودان عن التنظيم الأم في مصر، وساهم في إنشاء عدة مشروعات
اقتصادية جعلته يفكر في إنشاء تنظيم موازٍ للتنظيم الدولي، ثم قام بتأسيس "حزب
المؤتمر الوطني" عام 1994 بعد انقلاب عمر البشير، وكان الترابي أحد قادته. وفي
العام 1999، تقاربت وجهات النظر بين إخوان مصر وإخوان السودان، وأصبحت العلاقة بينهما
تكاملية، ثم استقبل السودان عناصر عديدة من جماعة الإخوان في مصر عقب اندلاع ثورة
30 يونيو صراعات الأجنحة داخل جماعة الإخوان في السودان وراء تخليها عن البشير، فضلاً
عن خشية قيادات الجماعة مما حدث لإخوان مصر وتونس وحجم استثماراتهم الضخم في السودان،
والذي قد يكون مصيره مثل مصير ممتلكات وأموال الجماعة الأم في مصر. البشير
كان واحدًا من أقدم القيادات الحاكمة في إفريقيا والعالم العربي، إذ تولى الحكم في
انقلاب عام 1989 وذلك في ظل عزلة فرضت عليه من الغرب، وأحداث متتابعة متوالية من حروب
أهلية، وانفصال جنوب البلاد، وقائمة اتهامات وجهت له من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
إلا أنه يبدو أن أزمة اقتصادية مستفحلة فجرت احتجاجات في ديسمبر الماضي، كانت القشة
التي قصمت ظهر البشير، والتي سرعان ما انتشرت في مختلف أنحاء البلاد مطالبة إياه بالرحيل.ولعل
يوم السادس من أبريل كان بمثابة الفصل الأخير حيث صعَّد المحتجون الضغط باعتصام خارج
مقر وزارة الدفاع. وحاولت قوات الأمن إخلاء منطقة الاعتصام، لكن الجيش حمى المعتصمين
قبل أن يعلن الإطاحة بالبشير منذ
عام 2013 وسقوط الإخوان في مصر، شكّل السودان “ملاذًا آمنًا” لعناصر الإخوان الهاربين،
إذ استقبلتهم واستوعبتهم خلفية عمر البشير الإسلامية وعلاقته بجماعة الإخوان المسلمين
في السودان، وهو ما أثر بشدة في دعمه للإخوان المصريين بعد هروبهم من بلدهم. ومن المعروف
أن الإخوان لهم تاريخ كبير من العلاقات مع السودان منذ ستينيات القرن الماضي، وهو ما
خلق حالة من الوئام، وبالتالي كان من السهل أن يفتح السودان أبوابه أمام الهاربين منهم
واتخذت السلطات السودانية على مدار الأيام الماضية عدة إجراءات من شأنها
تقويض حركة جماعة الإخوان، أبرزها قرار المجلس السيادي السوداني بحل جماعة الإخوان
المعروفة بـ"الوحدات الجهادية" داخل الجامعات، المليشيا التي يطلق عليها
"الوحدات الجهادية" بالجامعات ظلت طوال 3 عقود تقوض الاستقرار الأكاديمي
الجامعي، وتمارس القتل والعنف والترويع وأبشع الانتهاكات ضد عناصر الحركة الطلابية
السياسية المناوئة لفكر الإخوان المتطرف في الجامعات. في إجراء قد تتبعه عدة خطوات
ربما تنتهي بحظر التنظيم، وتسليم معظم الإرهابين الإخوان الهاربين من مصر أمثال "مدين
حسين" إلي السلطات المصرية
أخيراً .. !
وبعد كل ماذكر من
تملص الإخوان من البشير وتغيير جلدهم من أجل التبرأة من جرائم الحرب والسلب والنهب الذي قاموا بـه في
السودان في هعد حكم النظام البائد ,, وتقديمهم لقائدهم ككبش فداء أكثر من مرة
بتاريخم الحافل بإلاخطاء
هـل يؤتمن هؤلاء علي
حكم أي دولة بيوم من الأيام ؟



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق