فساد الإخوان المسلمين بالسودان علي مدار ثلاث عقود يحجب أي دعوه لوجودهم السياسي أو الإجتماعي بعد الثورة
اتخذت السلطات السودانية على مدار الأيام الماضية عدة إجراءات من
شأنها تقويض حركة جماعة الإخوان، أبرزها قرار المجلس السيادي السوداني بحل جماعة
الإخوان المعروفة بـ"الوحدات الجهادية" داخل الجامعات
المليشيات التي
يطلق عليها "الوحدات الجهادية" بالجامعات ظلت طوال 3 عقود تقوض
الاستقرار الأكاديمي الجامعي، وتمارس القتل والعنف والترويع وأبشع الانتهاكات ضد
عناصر الحركة الطلابية السياسية المناوئة لفكر الإخوان المتطرف في الجامعات. في
إجراء قد تتبعه عدة خطوات - مثل خروج المئات من السودانيين في الشارع
مطالبين بحـل حزب الإخوان السياسي بالبلاد "المؤتمر الوطني " ومحاسبة
البشير ونظامة علي دم الشهداء - ربما تنتهي تلك الخطوات التي بدأها الإخوان بتصعيد
العنف بالجامعات بأول يوم دراسي بحظر التنظيم، وتسليم معظم الإرهابين الإخوان
الهاربين لعل ممارسات جماعة الإخوان خلال الأعوام الماضية التي استفحلت داخل
الدولة السودانية، يمكننا وصفها بالممارسات غير المقبولة. فمن الناحية الأخلاقية كان الفشل أكبر بكثير من النواحي
السياسية والاقتصادية، فمشروع الإخوان المسلمين يطرح موضوع القيم كأساس لجميع
شعاراته، ومع ذلك يشهد السودانيون كيف صار الفساد ونهب مال الدولة فعلاً عاديًا
ويوميًا، فضلاً عن الانتشار الواسع للمخدرات وغسيل الأموال والفساد والنهب ثم
استقبل السودان عناصر عديدة من جماعة الإخوان في مصر عقب اندلاع ثورة 30 يونيو
صراعات الأجنحة داخل جماعة الإخوان في السودان وراء تخليها عن البشير، فضلاً عن
خشية قيادات الجماعة مما حدث لإخوان مصر وتونس وحجم استثماراتهم الضخم في السودان،
والذي قد يكون مصيره مثل مصير ممتلكات وأموال الجماعة الأم في مصر. وأحداث
متتابعة متوالية من حروب أهلية، وانفصال جنوب البلاد، وقائمة اتهامات وجهت للبشير من قبل المحكمة الجنائية الدولية. إلا أنه يبدو
أن أزمة اقتصادية مستفحلة فجرت احتجاجات في ديسمبر الماضي، كانت القشة التي قصمت
ظهر البشير، والتي سرعان ما انتشرت في مختلف أنحاء البلاد مطالبة إياه بالرحيل.
شكّل السودان “ملاذًا آمنًا” لعناصر الإخوان الهاربين، إذ استقبلتهم واستوعبتهم
خلفية عمر البشير الإسلامية وعلاقته بجماعة الإخوان المسلمين في السودان، وهو ما
أثر بشدة في دعمه للإخوان المسلمين المصريين بعد هروبهم من بلدهم. ومن المعروف أن
الإخوان لهم تاريخ كبير من العلاقات مع السودان منذ ستينيات القرن الماضي، وهو ما
خلق حالة من الوئام، وبالتالي كان من السهل أن يفتح السودان أبوابه أمام الهاربين
منهم الإخوان السودانيون لا يؤمنون بالديمقراطية وتبنت حكومتهم الانقلابية
برنامجاً دينياً رسالياً يتخطى حدود السودان ويهدف لإحياء الخلافة الإسلامية
إلّا
أنّ الجماعة رسبت في أول اختبار حقيقي لها، فأصبح شعارها المفضل “ما لدنيا قد
عملنا، نحن للدين فداء”، محض كلمات بلا قيمة؛ حيث عمّ الفساد، وضرب سائر المؤسسات.
ووفق تقارير المراجع العام؛ فإنّ المؤسسات ذات الطابع الديني كانت الأكثر فساداً،
مثل: ديوان الزكاة، وهيئة الحج والعمرة، فيما مؤسسات أخرى شبيهة لا تتم مراجعة
حساباتها، مثل هيئة علماء السودان، وبحسب المؤشرا العالمية لمدركات الفساد ومؤشرات منظمة الشفافية
الدولية، فإنّ السودان ظلّ على رأس قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم، منذ
تسلّم الإخوان المسلمين السلطة فيه تجربة الإخوان المسلمين الممتدة منذ ثلاثة عقود
في السودان أثبتت بجلاء أن الدين لم يكن إلا “سفينه” ركبتها الجماعة من أجل الوصول
للسلطة ثم تبنت الحكومة الانقلابية برنامجا دينيا
رساليا يتخطى حدود السودان ويهدف لإحياء الخلافة الإسلامية. وشرعت في تحويل الحرب
الأهلية في جنوب السودان لحرب دينية يخوضها النظام تحت مسمى الجهاد الهادف لتثبيت
أركان دولة الشريعة الإسلامية، هذا فضلا عن فتح أراضي السودان لقيادات الحركات
المتشددة من كل أنحاء العالم بمن فيهم أسامة
بن لادن وأيمن الظواهري وغيرهما. وصنع النظام الانقلابي دولة حربية استخبارية من
الطراز الأول، أهدرت في ظلها جميع حقوق الإنسان وسلبت الحريات وأشعلت الحروب في
دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وهي الحروب التي راح ضحيتها مئات الآلاف من
البشر وفر الملايين لمخيمات النزوح واللجوء في دول الجوار وشهد السودانيون كيف صار
الفساد ونهب مال الدولة فعلا عاديا في ظل الحكم الرسالي، إلى جانب الانتشار الواسع
للمخدرات وغسيل الأموال وعصابات النهب، فضلا عن الارتفاع غير المسبوق لمعدل
الإصابة بمرض الإيدز والاعتداءات الجنسية






ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق