هل تخضع أوروبا لابتزاز أردوغان؟ أم انها تستعد لتأديبه والسيطرة علي الموقف !!
أن القلاقل التي يحدثها الرئيس التركي رجب
طيب أردوغان في سوريا وليبيا تنذرُ أوروبا بالكثير من المتاعب الإنسانية والأمنية،
في ظل حرص أنقرة على تقديم دعم سخي لجماعات متشددة ، ولا تقتصر تدخلات تركيا على دولة
واحدة في المنطقة العربية، بل إنها حاضرة في ليبيا وسوريا، ولها أياد في ملفات أخرى
معقدة بالمنطقة لأجل زعزعة الاستقرار وتقويض الدولة الوطنية
فتحت تركيا أبوابها أمام اللاجئين الموجودين
على أراضيها حتى يغادروا صوب السواحل الأوروبية، في خطوة أثارت انتقادات واسعة بين
الدول الأعضاء في بروكسل، واعتبر مراقبون هذه الخطوة بمثابة عملية ابتزاز صريحة.
رفضت شريحة كبيرة من السياسيين الأوروبيين
الخضوع لابتزاز الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بما يتعلق باللاجئين وفتح باب الهجرة
لهم الى اوروبا ، وطالب زعيم حزب الحرية النمساوي، المعارض نوربرت هوفر، باتخاذ 3 إجراءات
عقابية فورية ضدّ تركيا، بعد تعمدها ابتزاز أوروبا في ملف اللاجئين.
على مدى الشهور الماضية، حاولت دول الاتحاد
الأوروبى استخدام الدبلوماسية الباردة مع تركيا، لإثنائها عن دورها التخريبى في ليبيا،
وهو ما لم يجد آذانا صاغية لدى الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان.
الموقف الأوروبى الذى بقى متخاذلا، أمام
الدعم السافر من أردوغان للميليشيات الإرهابية التى يأويها، رئيس المجلس الرئاسى لحكومة
الوفاق الليبية فايز السراج، ومده لها بالسلاح والمرتزقة من المقاتلين السوريين والأجانب،
بالمخالفة لقرارات مجلس الأمن الدولي، كان مرتبطًا بابتزاز أردوغان لدول اليورو، عن
طريق ما يمكن أن يطلق عليه فتنة المهاجرين.
وكان أردوغان كلما تعرض للضغط حتى يوقف
جرائمه في ليبيا وسوريا، يخرج ليهدد القارة الأوروبية بفتح الحدود وإطلاق المهاجرين،
وكان آخر تهديد من هذا النوع، قبيل وقت قصير من بدء محادثات جنيف المترتبة على مخرجات
مؤتمر برلين، التى دعت لوقف التدخل الأجنبى في ليبيا
أن تهديد أردوغان لأوروبا بفتح الحدود أمام
المهاجرين، ارتبط بحديث أوروبى عن تطبيق خطة محكمة، لمراقبة قرار تطبيق حظر توريد السلاح
إلى أطراف الصراع في ليبيا، وهو ما مثل تهديدًا صريحًا لنشاط أردوغان، سواء لمساندة
حليفه الإخوانى فايز السراج، أو لنقل المرتزقة والإرهابيين إلى ليبيا، بما يسمح له
بإنشاء بؤرة صراع جديدة بعيدا عن سوريا، التى يتكبد فيها خسائر فادحة.
أن تحركات أردوغان في هذا الشأن تمثل اعتداء
صريحا على القانون الدولي، لكن أوروبا رفضت مواجهته خوفا من فزاعة المهاجرين»، أن أردوغان
وقع في خطأ استراتيجى كبير، بفتحه للحدود فعليا، وإطلاقه آلاف المهاجرين إلى أوروبا
، «هذا التصرف أسقط فزاعة أردوغان، وأجبر أوروبا على مواجهة الموقف الذى كانت تخشاه،
لذا فبمجرد احتوائها هذا الموقف، فستتفرغ لتأديب الرئيس التركى على كل ما فعله» لافتا
إلى أن إعلان تركيا فتح حدودها أمام اللاجئين للهروب باتجاه اليونان، يضع الأخيرة في
صدارة الموقف، ويجعلها الدرع التى تحمى القارة العجوز من فتنة المهاجرين الأردوغانية.
اليونان خرجت فور إعلان تركيا فتح حدودها
والسماح بإخلاء مخيمات المهاجرين لديها، باتجاه أوروبا، لتؤكد أنها مستعدة لحماية الحدود
الأوروبية الجنوبية من هجمات المهاجرين، كما اتخذت عدة إجراءات في هذا الصدد، منها
وقف قبول طلبات اللجوء لمدة شهر قابل للتجديد، لإغلاق السبيل القانونية للمهاجرين،
التى يمكن أن يكتسبوا بموجبها غطاء للبقاء بالأراضى اليونانية، وبالتالى التسرب إلى
دول أخرى.
وأوضح أن اليونان ومعها بلغاريا، أرسلتا
قوات إضافية إلى الحدود المشتركة لكل منهما مع تركيا، لمنع اللاجئين من العبور، وإيقاف
عشرات الحافلات التى خصصتها تركيا مجانًا، لنقل المهاجرين السوريين من مدينة اسطنبول
إلى مدينة أدرنة، الواقعة على الحدود التركية اليونانية، لافتا إلى أن اليونان لجأت
أيضا لتصرف ذكى من أجل إحراج تركيا، وهو نشر فيديوهات تفضح تسهيلات الشرطة التركية
لعبور اللاجئين للحدود، وما يقع أمام أعين رجال الشرطة الأتراك من اشتباكات بين اللاجئين،
وسقوط عشرات القتلى منهم
إن فتح أردوغان لحدوده مع أوروبا، حول ابتزازه
إلى مجرد كارت محروق، مشيرا إلى أن الرئيس التركى سيتلقى خلال أسابيع قليلة، ردا قاسيا
من الاتحاد الأوروبي، بعد أن انفجرت بالونة الهواء التى أطلقها، لافتا إلى أن أردوغان
حاول التغطية على خسائره الرهيبة في إدلب السورية، والنجاح القوى الذى يحققه الجيش
العربى السوري، إلا أنه أسقط نفسه في فخ سيؤدى إلى انتهاء فرصه في تحقيق أى نجاح يذكر،
مضيفا أن فتح الحدود التركية الغربية للاجئين، الذين تدفقوا بالآلاف على أوروبا، دفع
منظمة الهجرة الدولية إلى انتقاد أردوغان، معتبرة أنه يعرض أكثر من ١٣ ألف شخص، بينهم
نساء وأطفال إلى مخاطر شديدة، وهو ما يعرضه إلى اتهامات تستدعى محاكمته دوليًا.
وأخيراً ..
أن تركيا تدعى أنها لم تعد قادرة على تحمل
المزيد من اللاجئين السوريين، بعد تجاوز أعدادهم ٣.٦ مليون لاجئ، كما تدعى أن موقفها
مرتبط بعدم التزام أوروبا بتنفيذ اتفاق بروكسل ٢٠١٦ حول هؤلاء اللاجئين: «لكن تركيا
في الوقت ذاته تتغاضى عن دورها في الحرب السورية، وسعيها الدائم لتأجيج الصراع، فضلا
عن أن هذه الحجج لا يمكن اعتبارها مبررات قانونية، تسمح لأنقرة بما ترتكبه من جرائم
ولعل أخطرها نقل المرتزقة إلى ليبيا، وتعريض حياة من لديها من لاجئين لخطر الموت على
الحدود الأوروبية.



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق