الأزياء السودانية من الرحط إلي الحجاب تكشف عن رحلة التحولات السياسية والدينية في السودان!
يبدو أنّ تطوّر الأزياء السودانية في العصر الحديث، ارتبط بشكلٍ
مباشر بذات التطورات أوضاع سياسية واقتصادية إنّ
الرجال في شمال السودان كانوا يرتدون حينها مآزر تثبت حول خصورهم لتغطي الأجزاء
السفلية منهم دون العليا، وكذلك النساء غير المتزوجات، أما المتزوجات فكًن يسدلن
قطعة من القماش على صدورهن، علاوة على المئزر السفلي"، فيما يؤكد الباحثون في
الأزياء السودانية أنّ "الصبية في شمال ووسط السودان كانوا في الغالب لا
يرتدون شيئاً في ذات الحقبة من القرن قبل الماضي، إلى أن يبلغوا سن الرشد، حينها
فقط يسمح لهم بارتداء ثياب قصيرة لا تتجاوز الركبة وتُسمى (عراريق)
الأزياء النسائية
كان الزي النسائي الأكثر انتشاراً حتى بدايات القرن الماضي، هو ما
يسمى (بالرحط) وهو مخصص لغير المتزوجات، ويتكون من شرائح جلدية رفيعة تُلف وتربط
حول الخصر وتتدلى إلى منتصف الفخذ، فيما تظل صدورهن عارية".
تظل الفتيات متمسكات بلبس (الرحط) إلى أن يتزوجن، حينها فقط يُسمح
لهنّ بالتخلي عنه ولبس ما يسمى بـ(القرقاب) بدلاً منه، وهو قطعة قماش تُلف على
الجزء الأسفل من الجسد من الخصر حتى الساقين، فيما تسدل قطعة أخرى على الجزء
العلوي منه، خاصة في المجتمعات الريفية". خلال
تلك المرحلة؛ أي بعد العام 1800 تقريباً، بدأت الأزياء النسائية السودانية تتغير
بشكل مطرد ووتيرة سريعة، فحل (التوب) السوداني، محل القرقاب الذي بدأ في التراجع
أمام الزائر الجديد، وحلت (الجلابية/ المصرية) محل (العراقي) السوداني الرجالي
الذي تراجع ليصبح لباساً داخلياً يوضع تحتها، وأخذت الأزياء الرجالية والنسائية
تتبلور لتأخذ سماتها الخاصة ذات الطابع المحلي المتأثر بالثقافات السودانية
المتنوعة، إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن.
سيادة الثوب
بدا التغيير أكثر وضوحاً في فترة الاستعمار البريطاني، وظهر تأثّر
النساء العاملات والطالبات بالأزياء الأوروبية، ما جعل استخدام (القرقاب) يتراجع
نسبياً بين النساء المتعلمات لصالح الفستان الذي كان يتم ارتداؤه تحت الثوب
السوداني، وساعد على ذلك توافر الأقمشة المستوردة في الأسواق".أما غالبية النساء خاصة الفقيرات فقد كن، وفق تيسير، يرتدين ما يُعرف
بثوب (الزراق)
وهو قماش مصنوع في مصر رخيص الثمن ومنخفض الجودة، بجانب الثوب
(البنغالي) الذي كان يُصنع محلياً ويُقال إنّ الهنود الذين جلبهم البريطانيون هم
من بادر إلى تصنيعه وتسويقه والترويج له. فى ستينيات القرن العشرين، ومع بروز
حركات التحرر الوطني والدعوة إلى تحرير المرأة وخروجها للعمل، تزايد اهتمام النساء
بالموضة وأطلقن على الثياب السودانية أسماء معينة مثل: (أسبوع المرأة)، (الخرطوم
بالليل) و(عيون زروق) نسبة إلى أول طبيب عيون سوداني كان يحمل هذا الاسم، ويقال في
رواية أخرى إنّه منسوب إلى السياسي والمناضل السوداني "مبارك زروق".
الزي الإسلامي
تمسّك الرجال السودانيون بالجلابية (التوب)، والطاقية والعمّة
(العمامة)، إلى جانب الزي الإفرنجي (بنطال وقميص) منذ بداية الثلث الأول من القرن
الماضي وحتى الآن، رغم أنّ كثيرين منهم جرّبوا ارتداء البرانيط والطرابيش والقبعات
والكوفيات في أوقات متفاوتة، فيما ساد بين النساء ارتداء الثوب السوداني الشبيه
بالموريتاني. لكن مع ازدياد نشاط الحركات الإسلامية، خاصة حركة الإخوان المسلمين
في نهاية سبعينيات القرن الماضي، ظهرت جمعيات نسائية وسياسية إسلامية التوجه دأبت
على تنظيم ندوات وورش عمل ومعارض تروج خلالها لما يسمى بالزي الإسلامي(الحجاب) ما
أفرز جيلاً من المحجبات منتسبات لهذه الجمعيات وغيرها لكنهن احتفظن بالثوب
السوداني بجانب الوافد الجديد (الحجاب).المفارقة، أنّ السودانيات لا يملن إلى لبس البنطال إلا فيما ندر، وقد
يرجع ذلك إلى أنّ كثيرين يعتبرونه زياً رجالياً خالصاً، لا يحمل سمات أنثوية،
ولربما لذلك يطلقون على من ترتديه لقب (محمد ولد)؛ أي متشبهة بالرجال.
اندثار البنطال بسبب المضايقات
أنّ البنطال لكونه زياً عملياً ومريحاً ورخيصاً، كان له أن ينتشر
بشكل أكثر ولربما ساد بين النساء العاملات أكثر من الثوب التقليدي أو الفستان لولا
مضايقات الأنظمة أحادية الاتجاه ، أما فيما يتعلق بالزي الرجالي، فقد تعرض بشكل أو
بآخر للتغيير والتحولات، وإن كان بنسبة أقل من نظيره النسائي، وتأثر بالثياب
الخليجية والأفريقية بجانب أزياء الطرق الصوفية. أما بالنسبة للرجال ما بين
الثامنة عشرة والأربعين من العمر، فإنّ الجلابية مرتبطة بالنسبة لهم بصلاة الجمعة
والعيدين والمناسبات الاجتماعية، وفيما عدا ذلك فلا يرتدونها إلا فيما ندر. فيما يتعلق بأزياء النساء، فإنّ الحركة الإسلامية الحاكمة فشلت في
تحويلهن إلى "الزي الإٍسلامي"، وبدلاً من ذلك فإن سودانيات ما بعد العام
1989، استطعن أن يفرضن أنماطاً تخصهن من الأزياء؛ طرحة قصيرة للرأس، تستخدم في
الشارع العام فقط، وتوضع على الكتف ما أن تصل الواحدة إلى جامعتها أو مكان عملها،
وفساتين أو اسكيرتات وبلوزات ضيقة، أو بناطيل ببلوزات طويلة تصل إلى الركبتين،
فيما ظل استخدام (التوب) السوداني يتراجع إلى المناسبات الاجتماعية، بينما ينحسر
عدد المحجبات.
ما يُفرض بالقوة يسقط بالقوة
ما لا شك فيه أنّ الأزياء السودانية تطوّرت بشكل كبير عبر الحقب
السياسية والاجتماعية المختلفة، وفقاً للموضة والانفتاح على الخارج، وكذلك نتيجة
للتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي طرأت في العقود الثلاثة
الأخيرة؛ "فالأزياء عموماً تعتمد في تبدلاتها وتحولاتها الكبرى على مقدار
الانفتاح على الآخرين وتقليدهم، وكذلك على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية
السائدة، بجانب التوجهات السياسية والدينية للحكومات المختلفة".لكن تؤكد أنّه لا بد من أخذ كل ذلك بحيطة وحذر؛ حيث ترى إنّه في
المقابل قد تفضي التوجهات السياسية والدينية إلى نتائج عكسية وغير متوقعة،
"فكلما حاولت السلطات فرض زي محدّد بالقهر والقوة، ذهب المجتمع في الاتجاه
المضاد، وفقاً لنظرية (لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد في
الاتجاه)"، وهذا ما حدث بالفعل بالنسبة للأزياء السودانية في ظل الحكومة
الحالية؛ حيث حاولت فرض (الجلاليب
والعمائم) على الرجال، والحجاب على النساء، لكن الناظر إلى الشارع السوداني الراهن
لن يجد الكثير من ذلك.
تساؤل .. !
من وجهة نظرك هـل دل التطور الحادث بالأزياء السودانية علي تطور
المجتمع من الجهل الخالص إلي المجتمع المثقف بالفعل ؟








ثوب سوداني رجالي
ردحذفللحصول على ثوب سوداني عليك زيارة موقعنا حيث اننا نمتلك الكفاءة والخبرة الطويلة فى هذا المجال كما اننا نعمل على تقديم كافة الخدمات التى عن طريقها سوف تتمكن من الحصول على هذة الخدمة فى أفضل صورة لها وفى اسرع وقت ممكن لذا يمكنك الان ان تتواصل معنا اذا اردت الحصول على ثوب سوداني و ثوب سوداني رجالي و ثوب سوداني نسائي
ثوب سوداني نسائي
https://www.alsoug.com/